للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال الإمام الشوكاني في (فتح القدير) ج ٤ ص ٢٥٦ .. قال المفسرون .. بعث الله عليهم الملائكة فقلعت الأوتاد، وقطعت أطناب الفساطيط، وأطفأت النيران، وأكفأت القدور، وجالت الخيل بعضها في بعض، وأرسل الله عليهم الرعب، وكثر تكبير الملائكة في جوانب العسكر، تخويفًا للأحزاب، حتى كان سيد كل قوم يقول لقومه: يا بني فلان هلم إليّ، فإذا اجتمعوا قال هلم: النجاءَ النجاءَ. أهـ.

وقد جاء هذا التأييد الإلهي للتضييق على الأحزاب، وإزعاجهم بعد أن محَّص الله المؤمنين وصهرهم في مختبر المحن والمصائب التي أخذت بخناقهم وأحاطتهم من كل جانب، فصمدوا لها وأثبتوا (عمليًّا) أنهم بإيمانهم - أكبر من هذه المصائب والنكبات، فقرروا مقاومة الغزو حتى النصر أو الفناء، ومن هنا جاءهم النصر المفاجئ من عند الله جزاء صبرهم وثباتهم وإيمانهم ويقينهم.

[حديث القرآن عن تدهور الحالة]

وتحدث القرآن الكريم عن تدهور الحالة بين المسلمين، وانتشار الخوف والرعب والفزع بين صفوفهم نتيجة إطباق جيوش الأحزاب عليهم (بمساعدة يهود المدينة) من كل ناحية وإحكام الحصار عليهم بشكل مخيف رهيب، فقال تعالى:

{إِذْ جَاءُوكُمْ مِنْ فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ وَإِذْ زَاغَتِ الْأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا (١٠) هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزَالًا شَدِيدًا}.

<<  <  ج: ص:  >  >>