للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كل مكان, وليس معه سوى رجل واحد أبي بكر الصديق.

[شعار التوحيد في مكة إلى الأبد]

وبينما كان المسجد يزدحم بالقرشيين المستسلمين من مختلف الطبقات كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يصدر أمره إلى مولاه بلال بن رباح أن يعلو سطح الكعبة فيؤذّن. ليعلن بذلك سيادة سلطان التوحيد على مكة، وإنهاء سلطان الشرك والوثنية إلى الأبد.

"قد اغتاظ القرشيون أشد الغيظ عندما رأوا بلالًا يؤذن من سطح الكعبة، وعبَّر الكثير منهم "صراحة" عن امتعاضه وتألمه لإِعلان شعار التوحيد من على ظهر الكعبة.

فقد قال عتّاب بن أسيد (١). لقد أكرم الله أسيدًا "يعني أباه" أن يكون سمع هذا يعني الأذان - فيسمع منه ما يغيظه. وقال بعض بني سعيد بن العاص. لقد أكرم الله سعيدًا إذ قبضه قبل أن يسمع هذا الأسود على ظهر الكعبة.

وقال رجل من قريش للحارث بن هشام (٢) .. ألا ترى إلى هذا العبد أين صعد؟ فقال: دعه فإن يكن الله يكرهه فسيغيّره. وقال أبو سفيان - بعد أن سمع كلام هؤلاء الأشراف من قريش -: لا أقول شيئًا، لو تكلمت لأخبرته عنى هذه الحصباء. وقال الحارث بن هشام أيضًا: أما والله لو أعلم أنه محق لاتبعته. وقالوا: فخرج عليهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: قد علمت الذي قلتم - ثم ذكر لهم الذي قالوا - فقال الحارث بن هشام وعتاب بن أسيد: نشهد أنك رسول الله، والله ما طلع على هذا أحد كان معنا، فنقول أخبرك (٣).

وقال يونس بن بكير: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أمر بلالًا عام الفتح فأذَّن على الكعبة ليغيظ به المشركين (٤).


(١) انظر ترجمة عتاب بن أسيد فيما مضى من هذه السلسلة.
(٢) تقدمت ترجمة الحارث بن هشام فيما مضى من هذا الكتاب.
(٣) زاد المعاد ج ٢ ص ٩٦ والبداية والنهاية ج ٤ ص ٣٠٣ وما بعدها وسيرة ابن هشام ج ٤.
(٤) البداية والنهاية ج ٤ ص ٣٠٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>