للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ونزل علي (سلام بن مشكم) اليهودي سيد بني النضير، فآواه الخائن ودله على عورات المسلمين، ثم رجع إلى معسكره.

ولما رجع إلى قومه أرسل منهم مفرزة (١) صغيرة فأغارت على ناحية بأطراف المدينة، يقال لها (العريض) ليقوموا بأعمال التخريب، وفعلًا قامت هذه المفرزة المتسللة بحرق مجموعة من النخيل وقتلت رجلين من المسلمين كانا يعملان هناك، ثم هربت هذه المفرزة القرشية إلي معسكرها بالوادي.

وفورًا علم المسلمون بعملية التسلل هذه فسارع الرسول - صلى الله عليه وسلم -، (على رأس قوة من أصحابه) لمطاردة أبي سفيان وجد في مطاردته، ولكن أبا سفيان تمكن من الإفلات، لأن حملته كانت من الفرسان الذين ألقوا بتمويناتهم (٢) من الطعام أثناء هربهم، ليكونوا أسرع على الهروب.

وقد وصل الرسول في مطاردته لأبي سفيان إلى منطقة قرقرة الكدر، ثم عاد إلى المدينة دون أن يلقى حربًا، وكانت هذه الحركة في شهر ذي الحجة من السنة الثانية.

[٥ - غزوة ذي أمر]

وهي أكبر حملة عسكرية يقودها الرسول - صلى الله عليه وسلم - خارج المدينة قبل معركة أُحُد، فقد بلغ عدد رجال هذه الحملة أربعمائة وخمسين مقاتلًا ما بين راكب وراجل.


(١) المفرزة اصطلاح عسكرى معناه جماعة قليلة خفيفة من المقاتلين.
(٢) كانت المواد التموينية لقريش يومها من السويق، ولذلك سميت هذه الغزوة بغزوة السويق على اسم هذه المادة التي تخففوا من حملها بإلقائها للإمعان في الهرب.

<<  <  ج: ص:  >  >>