الإسلامية، أو منذ بدأت حالة الحرب بين المعسكرين لخمس سنوات مضت، حيث كان من أهم بنود الصلح إقامة هدنة بين الفريقين وإنهاء حالة الحرب لمدة عشر سنوات، يأْمن فيها الناس بعضهم من بعض.
إنهاء حالة الحرب بين خزاعة وكنانة أيضًا:
ك ما لم تنحصر نتائج الصلح الإيجابية على المعسكرين، الإسلامي والقرشي، بل انعكست نتائج هذا الصلح على قبيلتين من أعظم القبائل حالة الحرب القائمة بين هاتين القبيلتين لمدة عشر سنوات، وذلك لالتزامهما بمقررات هذا الصلح، بعد أن رضي كل منهما الدخول في أحد المعسكرين، كنانة في عهد قريش، وخزاعة في عهد المسلمين .. وذلك نتيجة التخيير الذي تضمَّنه البند العاشر والحادي عشر من هذه المعاهدة التاريخية.
[عداوة الإسلام جمعت بين كنانة وقريش]
فقد كانت قريش وبنو كنانة (ومنهم بنو بكر)(١) على نزاع دام مع قريش، فكانت بينهم معارك في الجاهلية، وبقيت بينهم الثارات حتى ظهور الإسلام .. وقد عرفنا -كما فصَّلناه في كتابنا غزوة بدر الكبرى- كيف خافت قريش كنانة من أن تضربها من
(١) اسم (بكر) يطلق على قبائل كثيرة قحطانية وعدنانية .. (وبنو بكر هنا) هم بنو بكر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن نزار بن عدنان.