للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إلى من إسلام الخطاب لو أسلم. وذلك لأنى أعلم أن إسلامك كان أحب إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من إسلام الخطاب لو أسلم، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - للعباس اذهب فقد أمنّاه، حتى تغدو به على بالغداة. اهـ.

[أبو سفيان يبيت في خيمة العباس تحت الحراسة]

في ذلك الوقت الذي أجاب الرسول - صلى الله عليه وسلم - عمه العباس إلى ما طلب من إعطاء الأمان لأبي سفيان. لم يجر بين الرسول - صلى الله عليه وسلم - وبين أبي سفيان أي حديث، فلم يتناولوا بالبحث أي جانب من جوانب القضية الرئيسية، وهي مسألة الحصول على أمان شامل كامل لجميع أهل مكة. الأمر الذي من أجل الظفر به أوفدت قريش سيدها أبا سفيان بن حرب في تلك الليلة التاريخية الحاسمة. كما أنه لم يجر أي بحث حول موضوع دعوة أبي سفيان نفسه إلى الدخول في الإِسلام. وكل ما حدث في تلك الساعة المتأخرة من الليل هو أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - أعطى أبا سفيان شخصيًا الأمان لنفسه كما طلب العباس بن عبد المطلب. ذهب العباس في تلك الساعة من الليل بصديقه وابن عمه وجاره أبا سفيان إلى منزله داخل المعسكر النبوى، وقد أقيمت حراسة مشددة حول الخيمة التي بات فيها أبو سفيان خشية أن يهرب إلى مكة، لأنه حتى تلك الليلة لا يزال مشركًا غير مأمون الجانب، والجيش النبوى في حالة طوارئ واستنفار. ويخشى قادة حرس المعسكر "وهم الحريصون على عدم تسرب أية أسرار للجيش إلى مكة" أن يتسرب شيء من هذه الأسرار على يد سيد قريش الذي بمروره داخل المعسكر حتى خيمة الرسول القائد يكون قد عرف ما يجب أن لا تعرفه قريش إلا بعد أن يكون الجيش النبوى قد سيطر على مكة. لذلك "والله أعلم" كان تكليف الرسول - صلى الله عليه وسلم - عمه العباس أن يبيت معه أبو سفيان في خيمة واحدة فيه معنى من معاني الاعتقال أو الحجز التحفظى بل هو عينه، بدليل أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - قال لعمه: فليبت عندك حتى تغدو به علينا إذا أصبحت (١).


(١) مغازي الواقدي ج ٢ ص ٨١٨ وجاء في مغازي الواقدي ج ٢ ص ٨١٥ أن أبا سفيان سمع صباح تلك الليلة التي باتها في خيمة العباس، سمع المعسكر النبوى قد ارتج بآذان الصبح من كل =

<<  <  ج: ص:  >  >>