إلا هو؟ ؟ فأكد له ابن مسعود ذلك, ثم قال رسول الله وقد وقف على رأس الطاغية، الحمد لله الذي أخزاك الله يا عدو الله، هذا فرعون هذه الأمة.
[القتلى في القليب والأسرى في القيود]
وبعد أن جمع المسلمون الأسلاب والغنائم ووضعوا الأسرى في القيود أمر الرسول - صلى الله عليه وسلم - بنقل جثث قتلى البغي والعدوان وطرحها في قليب مهجور بالقرب من ساحة المعركة.
وقد كان جمهور جند الإسلام حاضرًا يشهد سحب جثث المشركين وإلقاءَها في القليب.
وقد تجلت في معركة بدر مناظر رائعة، برزت فيها قوة العقيدة وثبات المبدإ، فقد قاتل الابن أباه والأخ أخاه، وكان أحد هؤلاء أبو حذيفة بن عتبة بن ربيعة واقفًا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يشهد إلقاء الجثث في القليب.
[نموذج رائع للشباب المؤمن]
وبينما هو كذلك واقفًا مستبشرًا, إذا بوجهه يتغير وتعلوه سحابة من الكآبة والحزن، فقد رأى جثة أبيه عتبة بن ربيعة تسحب بين الجثث لإلقائها في القليب.
وقد لحظ الرسول - صلى الله عليه وسلم - ذلك في وجه الشاب المؤمن، فخاطبه قائلا: