للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

في منطقة السقياء (١)، وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - كذلك لم يستنفر بني تميم فيمن استنفر من القبائل، ويظهر أن ذلك راجع إلى أن تميمًا لم يدخلوا في الإسلام "ككل" إلا عام الوفود (تسع للهجرة) عندما قدم وفدهم المدينة. وكذلك لما كان الأقرع بن حابس (٢) سيدًا عظيمًا مطاعًا في قومه جعله الرسول - صلى الله عليه وسلم - رغم حداثة إسلامه- ضمن هيئة أركان حربه مثل عيينة بن حصن. حتى أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - لما دخل مكة يوم الفتح كان بين عيينة بن حصن والأقرع بن حابس.

[قصة أبي سفيان بن الحارث ابن عم النبي وعدوه]

واستمر الرسول في التحرك بجيشه عبر الطريق الرئيسى التقليدى. وكانت طلائع استكشاف الجيش وأجهزة استخباراته التي كانت تنتشر في المقدمة. قد أمر رجالها باعتقال كل من يلتقون به في الطريق ممن لم يكن من المسلمين. وذلك تمشيًا مع الخطة التي قرر الرسول اتباعها، وهي منع وصول أي نبأ إلى قريش عن تحرك النبي بأصحابه. وذلك ليأخذهم بغتة ويدهمهم فجأة.

وكان أبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب ابن عم النبي - صلى الله عليه وسلم - وأخوه من الرضاعة على حليمة السعدية من أشد الناس عداوة لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - وكان شاعرًا يهجو النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه استمر على شدة عداوته لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - عشرين سنة .. وكان قبل ذلك تربًا لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فلما بُعث النبي - صلى الله عليه وسلم - عاداه عداوة لم يعاد أحد مثلها قط، وكان مثل أبي لهب يدخل الشعب مع بني هشام حينما حاصرتهم قريش في مكة. وكان شديد الإِيذاء والمضايقة والتنكيد على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. وما تخلف عن موطن قاتلت


(١) السقياء (بضم السين) انظر تحديدها في كتابنا. (غزوة بدر).
(٢) هو الأقرع بن عقال المجاشعى الدرامى التميمي قال في الأعلام صحابي من سادات العرب في الجاهلية. قدم على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في وفد من بني دارم (من تميم) فأسلموا. وشهد حنينا وفتح مكة والطائف وسكن المدينة. وكان من المؤلفة قلوبهم ورحل إلى دومة الجندل في خلافة أبي بكر وكان مع خالد بن الوليد في أكثر وقائعه حتى اليمامة واستشهد بالجوزجان وكان حكيما في الجاهلية وممن حرم الخمر على نفسه.

<<  <  ج: ص:  >  >>