تكاثر المشركون على النبيّ في عناد، وتزاحم أهل القوة والبأس منهم للفتك به، واشتد البلاء على صفوة أصحابه الذين سارعوا إلى التحلق حوله، مسترخصين الأرواح في سبيل الدفاع عن حياته - فقد تضاعف هجوم العدوّ واشتد زخمه، وانقض العدو بكامل قوته مركزًا الهجوم على الذات النبوية.
ولكنه في هذا الوقت، كان كثير من المسلمين الشجعان قد تجمعوا حول نبيهم القائد، وبالرغم من تفوق العدو في هذا الهجوم الصاعق (الذي استهدف النبي شخصيًّا) تفوقًا ساحقًا، فإن المسلمين (دفاعًا عن نبيهم) وقفوا في وجه هذا الهجوم كالرواسي، وأقاموا (في وجه هذا الهجوم) من أنفسهم سورًا بشريًّا ترسوا به عن نبيهم المحبوب، فلم يمكنوا أحدًا من المشركين يخلص إليه، فلم يمس بأي أذى بعد الذي أصابه من الجراح عندما كان منفردًا في قلة من أصحابه.
[بطولة الأنصار]
ولقد حنق المشركون لهذا الاستبسال الذي فوّت عليهم فرصة الفتك بالنبي - صلى الله عليه وسلم - فشددوا من هجومهم على مقر قيادة الرسول، وأخذ الحرس