ولما وصل وفد الأحزاب إلى حصون بني قريظة لمس (لأول وهلة) الفتور باديًا على زعماء هؤلاء اليهود، ولكن هذا الوفد أبلغ بني قريظة (باسم القيادة المشتركة للأحزاب) رغبة هذه القيادة في القيام بالهجوم العام الخاطف على المسلمين كما هو المتفق عليه (أصلًا) بين الفريقين وطلبوا منهم الاستعداد لذلك قائلين:
(يا بني قريظة) إنا لسنا بدار مقام، لقد هلك الخُف والحافر (١) فأعدوا للقتال حتى نناجز محمدًا ونفرغ مما بيننا وبينه، ولم يشأ زعماءُ اليهود أن يصدموا أعضاء وفد الأحزاب بإعلان رفضهم الهجوم على المسلمين إلا بعد أخذ الرهائن منهم (لأول وهلة) بل تدرجوا في ذلك حتى أعلنوه أخيرًا.
فقد كان جوابهم على طلب الاشتراك في الهجوم على المسلمين (صباح يوم السبت) هو اعتذارهم عن القتال في هذا اليوم بحجة أنهم (حسب تعاليم دينهم) لا يعملون في يوم السبت شيئًا مهما كان تافهًا فكيف بالحرب.
فقد قالوا لوفد الأحزاب .. نحن لا نقاتل يوم السبت، وقد علمتم ما زال منا من تعدَّى في السبت، وكان قد أحدث فيه (أي السبت) حدثًا فأصابه ما لم يخف عليكم.
ثم أفصحوا عن مخاوفهم من أن ينسحب الأحزاب قبل القضاء على المسلمين واستئصال شأفتهم - هذه المخاوف المستحكمة التي جاءت نتيجة
(١) يعبر العرب (عادة) عن الجمال بالخف، وعن الخيل بالحافر.