أواسط القرن الأوّل قبل الميلاد، حيث قاومه وهزمه جيش تدمر بقيادة مشايخ من العمالقة الذين منهم تنحدر أسرة آل أذينة أبرز ملوك تدمر الذين في عهدهم "في القرن الثالث بعد الميلاد" بلغت تدمر قمة الحضارة والسيادة والمجد.
[بين البتراء وتدمر]
ويظهر أن شأن "تدمر" كان في عهود ملوك بطرا "البتراء" من الأنباط خاملًا بسبب عظمة سلطان إمبراطورية الأنباط الذين تقع عاصمتهم في جنوب الشام نفسها والتي كانت طوال عدة قرون قبل الميلاد وبعده في صراع مع روما التي قضى أباطرتها عليها عام ١٠٦ ب. م كما فصلناه فيما مضى من هذا التمهيد.
غير أنَّه يمكن القول. . أن "تدمر" أخذت "منذ أواخر القرن الأوّل بعد الميلاد" تستعيد حيويتها ونشاطها. حيث أخذت مملكة الأنباط في ذلك العهد في الضعف والتفكك. وما زالت تدمر تأخذ صعدًا في النمو والازدهار حتى صارت أعظم محطة للقوافل التجارية وقلب العالم الوحيد النابض بالتجارة بين مختلف أقطار الشرق والغرب. وخاصة في عهود الأسرة المالكة من آل أذينة.
[ملوك تدمر البارزين]
ومما لا جدال فيه أنَّه كان هناك "منذ أن سيطر هدريان على تدمر عام ١٣٠ ب. م" صراعًا بين شعب تدمر وبين المحتلين الرومان ولكن لم يصل إلى علمنا كيف كان مستوى هذا الصراع اللهم في عهود آل أذينة الذين قضوا في النهاية على سلطة الاحتلال الروماني.
وإذا كانت بطرا (البتراء) عاصمة الأنباط العرب قد دلت آثارها "جنوب الشام" على أن ١٨ ملكًا تعاقبوا على عرش مملكة الأنباط، فإن تدمر "رغم أنها أعظم شأنًا من البتراء سواء من الناحية السياسية أو الحضارية أو العسكرية" فإنَّه لم يرتبط اسمها (في مجال شهرة الحكم والسياسة والحرب) إلا بأسماء أشخاص أربعة من أهلها العرب العمالقة وهم: