للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لقد اجتمع زعماء قريش في برلمانهم (دار الندوة) للتشاور في الأمر، وبعد مناقشات ومداولات وافقوا بالإجماع على اقتراح قدمه كل من عكرمة بن أبي جهل، وصفوان بن أمية وعبد اللَّه بن أبي ربيعة، يقضي برصد خمسين ألف دينار ذهبًا (وهو ما يساوى اليوم حوالي مليون ريال سعودي) كميزانية لذلك الغزو، كما وافق (برلمان قريش) بالإجماع على أن يكون هذا الرصيد من أموال العير المشؤومة التي نجا بها أبو سفيان من قبضة جيش المدينة قبل معركة بدر بقليل.

فقال احتجزت قريش تلك العہير وأوقفتها في دار الندوة ولم تعط لأربابها شيئًا منها حتى اتخذت قريش ذلك القرار الذي يقضى برصد ميزانية الغزومن أموال هذه العير (١).

وقال أنزل الله تعالى في تدبيرات قريش الحربية هذه قوله:

{إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوَالهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنْفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ} (٢).

[المتطوعون في الغزو]

ك ما وافق برلمان قريش على (اقتراح قدمه صفوان بين أُمية) يقضي بفتح باب الطواع لغير القرشين من القبائل المجاورة للمشاركة في غزو المسلمين، على أن ترسل قريش مندوبين للقيام بهذه المهمة، لتشجيع قبائل كنانة على هذا التطوع.


(١) انظر السيرة الحلبية ج ٢ ص ١٣.
(٢) الأنفال: ٣٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>