للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لها: يا بنية هونى على نفسك الشأن، فوالله لقلما كانت امرأة قط وضيئة عند رجل يحبها ولها ضرائر إلا أكثرن عليها.

ولكن هذا التماسك يتزايل وعائشة تقول لها: أجيبى عنى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فتقول كما قال زوجها من قبل: والله ما أدرى ما أقول لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -.

ابن المعطل يضرب حسانًا بالسيف

والرجل المسلم الطيب الطاهر المجاهد في سبيل الله، صفوان بن المعطل. وهو يُرمى بخيانة نبيه في زوجه. فيرمى بذلك في إسلامه وفي أمانته، وفي شرفه، وفي حميته، وفي كل ما يعتز به صحابى وهو من ذلك كله برئ.

وهو يفاجأ بالاتهام الظالم وقلبه برئ من تصووه، فيقول: سبحان الله! والله ما كشفت كتف أنثى قط، ويعلم (وهو الشجاع) أن حسان بن ثابت يروج لهذا الإفك عنه.

فلا يملك نفسه أن يضربه بالسيف على رأسه ضربة تكاد تودى به، ودافعه إلى رفع سيفه على امرئ مسلم، وهو منهى عنه، أن الألم قد تجاوز طاقته فلم يملك زمام نفسه الجريح (١).


(١) قال ابن إسحاق: ثم إن صفوان بن المعطل اعترض حسان بن ثابت بالسيف حين بلغه ما كان يقول فيه، وقد كان حسان قال شعرًا مع ذلك يعرض بابن المعطل وبمن أسلم من مضر فاعترضه صفوان بن المعطل فضربه بالسيف ثم قال:
تلق ذباب السيف عنى فإننى ... غلام إذا هوجيت لست بشاعرًا
ولقد ألقى رهط حسان القبض على صفوان فذهبوا به إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأخمد الفتنة بحكمته، بعد أن كادت تشتعل بين الأنصار والمهاجرين أنفسهم، لأن صفوانًا مهاجرى وحسانًا أنصارى.

<<  <  ج: ص:  >  >>