المسلمين الساحق على العناصر اليهودية جميعًا في خيبر ووادي القرى وفدك وتيماء وكل مناطق الشمال.
ومن هنا صح (يقينًا) القول: إن تفرغ القوات الإسلامية الكامل الذي مكَّنها من أَن ترمي بكامل ثقلها لمحاربة اليهود في خيبر والشمال. والتغلُّب عليهم, هو من المكاسب والثمرات السياسية العظيمة التي جناها المسلمون نتيجة إبرامهم الصلح مع مشركي قريش وحلفائها الكنانيين في الحديبية.
[نقل المعركة إلى الشام]
كذلك تمكن النبي - صلى الله عليه وسلم - في ظل الحديبية - من أن يقوم بأول وأعظم حملة عسكرية في حياته خارج حدود الجزيرة العربية، لإشعار الإمبراطورية البيزنطية بقدرة المسلمين العسكرية التي ما كانت هذه الإمبراطورية تحسب لها حسابًا قبل أن تجتاز حدود الشام وتتوغل مسافة ثمانين ميلًا داخل الأَراضي الرومانية في منطقة الأُردن.
ففي خلال الهدنة بين المسلمين وقريش. جهَّز النبي - صلى الله عليه وسلم - حملة عسكرية قوامها ثلاثة آلاف مقاتل - وهي أعظم جيش تمّ حشده في العهد النبوي حتى ذلك الوقت - .. وأمر النبي - صلى الله عليه وسلم - هذا الجيش بأن يطأَ بلاد الروم في الشام ويتوغل فيها ما أمكنه التوغل.
فتوغل الجيش النبوي حتى وصل إلى قرية يقال لها (مؤْتَة)، وهنالك دارت أعنف وأول معركة بين المسلمين والجيوش الرومانية, وقد سمّيت هذه المعركة الخالدة باسم هذه القرية.