للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

لهم، وأسلم سلمة ومن معه (١):

- ٥٩ -

[وفد غافق]

غافق -بكسر الفاء- بطن من عك من القحطانية، وهم بنو غافق بن الشاهد بن عك بن عبدنان بن عبد الله بن الأزد، كان لغافق شأن كبير في الإِسلام، ومنهم الكثير مم قادة الجيوش والأمراء أيام امتداد الفتوحات الإِسلامية، وأعظمهم شأنًا وأبعدهم صيتا بطل حروب الجهاد في فرنسا، عبد الرحمن الغافقى الذي اكتسح بنصف مليون جندى جنوب فرنسا ووصل على بعد حوالي ٣٥٠ كيلو مترًا من باريس، وكاد يجتاح فرنسا بأكملها، لولا أن الملك شارل مارتل، نجح في توحيد كلمة ملوك إيطاليا والنمسا والمجر وألمانيا لمواجهة الغزو الإسلامي، والتقى بالأمير الغافقى في مدينة تور (بواتييه) فالتحم الفريقان المسلمون والصليبيون في معركة فاصلة كانت بوادر النصر فيها -بعد سبعة أيام من القتال- تشير إلى أن جيش الغافقى هو المنتصر لا محالة، لولا مفاجأة مفجعة قلبت الوضع لصالح الصليبيين، وذلك أن القائد العام عبد الرحمن الغافقى أصيب بسهم في جبينه وهو يقول المعركة فنال شرف الاستشهاد، وكانت الهزيمة في جيشه الذي انهارت معنوياته بعد مصرع قائده الغافقى البطل (انظر غزوات العرب في أوروبا وجزائر البحر الأبيض المتوسط للأمير شكيب أرسلان رحمه الله).

تقع منازل غافق في تهامة غربي اليمن، وقد قدموا على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - برئاسة جليحة بن شجار بن صحار الغافقى، وكان يصحبه رجال من قومه، فقالوا: يا رسول الله نحن الكواهل من قومنا، وقد أسلمنا، وصدقاتنا محبوسة (أي زكواتنا) بأفنيتنا، فقال: لكم ما للمسلمين وعليكم ما عليهم، فقال عوز بن سرير الغافقى: آمنا باللهِ واتبعنا الرسول (٢).


(١) طبقات ابن سعد ج ١ ص ٣٥١.
(٢) طبقات ابن سعد ج ١ ص ٣٥٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>