للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقد بعث النبي - صلى الله عليه وسلم - دورية مكونة من طلحة بن عبيد الله (١) وسعيد بن زيد (٢) وأَمرها بالاتجاه نحو الشمال لانتظار القافلة، فوصلت هذه الدورية إلى الحوراء (٣) وهناك مكثت هذه الدورية حتى مر بها أَبو سفيان عائدًا من الشام بالقافلة البالغ عددها أَلف بعير. وعند ذلك أَسرع طلحة وسعيد وأَخبرا رسول الله بذلك.

[خروج النبي للاستيلاء على القافلة]

إنها (إذن) فرصة ذهبية لمعسكر المدينة، وخاصة من فيه من المهاجرين الذين صادر أَهل مكة ثرواتهم عند هجرتهم واستولوا على ممتلكاتهم.

وإنها لضربة عسكرية وسياسية واقتصادية قاصمة، تنزل بمعسكر الشرك في مكة، لو أَنها فقدت هذه الثروة الهائلة على أَيدى المسلمين.

فلتتحرك المدينة (إذن) للإستيلاء على هذه الثروة الضخمة التي تحملها عير المشركين، وهل في ذلك من حرج؟ .

أَليست المدينة في حالة حرب مع مكة؟ ، أَليس الذين أَعلنوا هذه الحرب - بغيًا وعدوانا - هم أَهل مكة وأَصحاب هذه القافلة؟ وأَليس


(١) هو طلحة بن عبيد الله بن عثمان التيمي القرشي، غني عن التعريف، أحد العشرة المبشرين بالجنة، شهد جميع المشاهد مع رسول الله وأصيب بأربعة وعشرين جرحًا في معركة أحد، كان مع أغنياء الصحابة الأجواد، قتل في الفتنة يوم الجمل في جانب عائشة ودفن بالبصرة.
(٢) هو سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل العدوي القرشي أحد العشرة المبشرين بالجنة، كان من ذوي الرأي والبسالة، شهد اليرموك وحصار دمشق، وولاه أبو عبيدة إمارة هذه المدينة، مات - رضي الله عنه - بالمدينة المنورة سنة إحدى وخمسين من الهجرة.
(٣) الحوراء -بفتح أوله وسكون ثانيه- ماء لبني طي شمال غرب المدينة.

<<  <  ج: ص:  >  >>