الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدى ومولاى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وعلى آله وأصحابه أجمعين.
ورضى الله عن قادة الفتح الإسلامي وجنوده، وقادة الفكر الإسلامي وجنوده، وعن الذين عملوا من قبل، والذين يعملون اليوم، والذين سيعملون غدًا، بشرف وصدق وإخلاص في خدمة الإسلام والمسلمين، وإعلاء شأنهم بين الأمم، لتكون كلمة الله هي العليا، ويغمر نور الإسلام وهديه القلوب والعقول معًا: مبددًا الظلم والظلمات، ناشرًا العدل والمساواة, رافعًا رايات القرآن عقيدة ولغة شرقًا وغربًا.
وبعد
فقد قرأت مسوَّدات الكتاب الرابع من معارك الإسلام الفاصلة (١) عن غزوة بنى قريظة, فوجدت فيه فائدة وفيه عبرة.
(١) يطلق على تعبير المعارك الفاصلة في بعض الجيوش العربية تعبير: المعارك الحاسمة، قال الله تعالى: {سخرها عليهم سبع ليال وثمانية أيام} والحسم: الشؤم، والحسم: الدأب على العمل، وحسم الشيء: قطعه وأزاله. والمعركة الحاسمة فيها معنى الشؤم على العدو وقطعه وإزالته من الوجود. لذلك فإن تعبير: المعارك الحاسمة إقرب لأداء المعنى الواقعى الصحيح.