للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[حملة القرطاء - ١٠ محرم سنة خمس للهجرة]

كانت العشائر النجدية من أجرإِ العناصر البدوية الوثنية على المسلمين، لأن النجديين أهل قوة وبأْس وعدد غامر، وقد رأَينا كيف أن العمود الفقري لقوات الأحزاب الضاربة، كان من هذه القبائل النجدية حيث كان رجال هذه القبائل الشرسة يشكلون الأغلبية الساحقة من تلك القوة الضاربة. . ستة آلاف مقاتل من غطفان وأشجع وأسلم وفزاره وأسد، كانت ضمن الجيوش التي قادها أَبو سفيان لحرب المسلمين، فحاصرهم أهل المدينة.

ولهذا فإن أول حملة عسكرية وجهها النبي لتأْديب خصومه (بعد انتصاره الساحق في غزوة الخندق وبني قريظة) وهي تلك الحملة التي جردها على القبائل النجدية من بني بكر بن كلاب (١) الذين كانوا يقطنون القرطاءَ بناحية ضريَّة (٢) على مسافة سبع أميال من المدينة.

ففي أَوائل شهر المحرم عام خمس للهجرة - وبعد الانتهاء مباشرة من القضاء على يهود بني قريظة - وجَّه النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى هؤلاء الأعراب حملة تأديبية بقيادة رئيس حرسه الخاص (محمد بن مسلمة الأَنصاري) وكان عدد قوات هذه الحملة ثلاثين راكبًا فقط.


(١) بكر بن كلاب من قبائل نجد العظيمة، قال في معجم قبائل العرب: وهي من قيس عيلان من العدنانية، بلادها واسعة، فيها كثير من الجبال والمياه.
(٢) قال ابن بليهد في (صحيح الأخبار) ضرية - بالفتح ثم الكسر وياء مشددة قرية عامرة قديمة على وجه الدهر في طريق مكة من البصرة من نجد.

<<  <  ج: ص:  >  >>