(٢) كان عكرمة كأبيه من أشد الناس على رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان أبرز الساعين لمعركة أحد والمحرضين عليها ضد المسلمين، وقد أهدر النبي دمه بعد فتح مكة، فلحق باليمن، ولكنه عاد إلى مكة فعفا عنه الرسول، ثم أسلم وصار من أبطال الإسلام وأشد المحاربين في جانبه، قاد عدة حملات ضد المرتدين في جنوب الجزيرة، وقد أخضع المرتدين في حضرموت، شهد معركة اليرموك، وكان قائد كتيبة الفدائيين التي ألفها أثناء المعركة عندما اشتد ضغط الهجوم الروماني على صفوف المسلمين وكاد يحطمها، فقد نادى عكرمة آن ذاك، لقد قاتلت رسول الله في كل موطن وأفر اليوم لا والله، ثم نادى من يبايعني على الموت، فانضوى تحت لوائه أربعمائة، منهم سليمان بن خالد بن الوليد، فقذف بهذه الكتيبة الانتحارية حيث قوة الهجوم الروماني فأوقفه فأباد الرومان هذه الكتيبة، بما فيها عكرمة نفسه ولكن هذه الإبادة كانت ثمنًا لنصر حاسم ساهمت هذه الكتيبة في تحقيقه للمسلمين وكان ذلك سنة خمس عشرة في خلافة عمر.