للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[نص الخطاب النبوى إلى النجاشي]

(بسم الله الرحمن الرحيم، من محمد رسول الله إلى النجاشي الأصحم، أسلم أنت فإني أحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو، الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن، وأشهد أن عيسى بن مريم روح الله وكلمته ألقاها إلى مريم البتول الطيبة الحصينة فحملت بعيسى، فخلقه الله من روحه ونفخه كما خلق آدم بيده، وإق أدعوك إلى الله وحده لا شريك له، والموالاة على طاعته، وأن تتبعنى وتؤمن بالذي جإءني، فإني رسول الله.

وقد بعثت إليك ابن عمى جعفرا، ونفرًا معه من المسلمين، فإذا جاءك فأقرهم، ودع التجبر، فإني أدعوك وجنودك إلى الله، فقد بلغت نصحى ونصحت فاقبلوا نصحى والسلام على من اتبع الهدى) (١).

[جواب الملك النجاشي على كتاب النبي - صلى الله عليه وسلم -]

وكما روى أصحاب المغازي عدة صيغ لكتب النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى النجاشي. كذلك أوردوا صيغا مختلفة لإِجابة الملك النجاشي على كتاب النبي - صلى الله عليه وسلم - إليه. إلا أن كل التي صيغ تؤكد أن النجاشي أعلن إسلامه في كل هذه الصيغ ونحن نختار هذه الصيغة من أجوبة النجاشي وهي:

"بسم الله الرحمن الرحيم، إلى محمد رسول الله، من النجاشي الأصحم ابن أبجر.

سلام عليك يا نبي الله ورحمة الله وبركاته، من الله الذي لا إله إلا هو الذي هداني إلى الإِسلام. أما بعد: فقد بلغني كتابك يا رسول الله فيما ذكرت من أمر عيسى فورب السماء والأرض إن عيسى ما يزيد على ما ذكرت تفروقا (٢)، إنه كما قلت. وقد عرفنا ما بعثت به إلينا ابن عمك وأصحابه، فأشهد أنك رسول الله صادقا مصدقا، وقد بايعتك وبايعت ابن عمك وأصحابه وأسلمت على يديه لله رب العالمين وقد بعثت إليك


(١) الوثائق السياسية ص ٧٥ وزاد المعاد ج ٣ ص ١٣٧ طبعة مطبعة السنة المحمدية.
(٢) التفروق. غلافة ما بين النواة والقشر.

<<  <  ج: ص:  >  >>