فقد سأل الرسول الغلامين عن مكان جيش مكة فقالا ... هم وراء هذا الكثيب الذي ترى بالعدوة القصوى.
فقال لهما: كم القوم، قالا كثير، فقال ما عدتهم؟ قالا: لا ندري قال كم ينحرون كل يوم (أي من الإبل)؟ قالا: يومًا تسعًا، ويومًا عشرًا.
فقال الرسول لأَصحابه: القوم فيما بين التسعمائة والأَلف.
ثم سأَل الغلامين عمن في الجيش من أَشراف مكة وقادتها.
فأَخبراه أَن منهم القادة - عتبة بن ربيعة وشيبة أَخاه وأَبا جهل بن هشام، وأَبا البحترى بن هشام وأُمية بن خلف والعباس بن عبد المطلب (١)، وسهيل بن عمرو، ونبيه ومنبه أَبناء الحجاج وغيرهم أَشراف مكة.
وهنا تأكد الرسول من قوة جيش العدو وضخامته، والتفت نحو قادة جيشه قائلا:
"هذه مكة قد أَلقت إليكم أَفلاذ كبدها " - (يعني من بجيش مكة من قادتها وأَشرافها).
[نموذج من الشورى الصحيحة]
وفي اليوم السادس عشر من شهر رمضان المبارك للسنة الثانية من
(١) هو العباس بن عبد المطلب، عم النبي صلى الله عليه وسلم غني عن التعريف، شهد بدرًا مع المشركين مكرها، فأسر، وفيه قال النبي "من أذى العباس فقد آذاني" أسلم وهاجر قبل الفتح بقليل، وشهد فتح مكة وثبت يوم حنين مع النبي عند انهزام المسلمين عند الصدمة الأولى، مات بالمدينة سنة اثنين وثلاثين.