للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقد أعلن الرسول - صلى الله عليه وسلم - رأيه هذا في ذلك المؤتمر بقوله:

"فإن رأَيتم أن تقيموا بالمدينة وتدعوهم حيث نزلوا، فإِن أَقاموا أقاموا بشرِّ مقام، وإن هم دخلوا علينا قاتلناهم فيها".

وكان عبد الله بن أُبَيّ يرى هذا الرأْي، فقد قال للرسول - صلى الله عليه وسلم - في هذا المجلس:

يا رسول الله أقم بالمدينة لا تخرج إليهم، فوالله ما خرجنا منها إلى عدوّ لنا قط، إلا أصاب منا، ولا دخلها علينا إلا أصبنا منه، فدعهم يا رسول الله، فإن أَقاموا، أقاموا بشرِّ محبس، وإن دخلوا قاتلهم الرجال في وجههم ورماهم النساء والصبيان بالحجارة من فوقهم، وإن رجعوا رجعوا خائبين كما جاءُوا.

[النبي يترك رأيه للأغلبية]

ولكن كثيرًا من الشباب كانوا متحمسين للخروج ومقاتلة المشركين خارج المدينة، فقد قال قائلهم ... يا رسول الله: كنا نتمنى هذا اليوم وندعو الله فقد ساقه إلينا وقرب المسير. وكان على رأس هؤلاء الشباب المتحمسين للخروج حمزة بن عبد المطلب، الذي قال للنبي - صلى الله عليه وسلم -:

والذي أنزل عليك الكتاب لا أطعم طعامًا حتى أجالدهم بسيفي خارج المدينة (١).

ومالت أيضًا كثرة (ممن لم يكن لهم شرف الاشتراك في معركة بدر) إلى هذا الرأي الأخير، حيث قال قائلهم للرسول - صلى الله عليه وسلم -:


(١) السيرة الحلبية ج ٢ ص ١٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>