للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فصيلة أعطى قيادتها لزيد بن حارثة، والأخرى أعطى قيادتها لمسلمة بن أسلم (١)، وأمر هاتين الفصيلتين بأن تقوما بأعمال الدورية داخل المدينة وعلى مشارفها وخاصة ناحية الجنوب حيث تقع منازل بنى قريظة الذين لم يكن المسلمون على ثقة منهم بالرغم من الحلف العسكري المعقود بين الفريقين.

وكان أخشى ما يخشاه المسلمون من ناحية يهود بنى قريظة هو تعرضهم للنساء والذرارى، ولذلك فإن الرسول - صلى الله عليه وسلم - أمر بأن ترفع النساء والصبيان في الحصون والآطام ليمتنعوا فيها.

[تحركات الأحزاب نحو المدينة]

أما جيوش الأحزاب فبعد أن تكامل حشدها وتم تجهيزها تحرك بها قادتها نحو المدينة، ففصل من ديار غطفان وأحلافها ستة آلاف مقاتل يقودها أربعة من زعمائهم. هم (كما تقدم): عيينة بن حصن، قائد بنى فزارة، وطليحة بن خويلد الأسدي، قائد بنى أسد، ومسعود بن رخيلة، قائد بنى أشجع، والحارث بن عوف، قائد بنى مرة.

كما فصل من ديار قريش وأحلافها أربعة آلاف مقاتل يقودهم أبو سفيان بن حرب، وقد كان (ضمن الجيش القرشي) سبعمائة مقاتل من بنى سليم (٢)، يقودهم سفيان بن عبد شمس حليف بنى أمية، وقد وافى قريشًا بجيشه هذا بمر الظهران (٣)، أما اليهود فقد كان جيشهم الذي


(١) مسلمة بن أسلم بن حريش بمهملة بوزن (عظيم) الأنصاري، قال في الإصابة ذكره ابن عبد البر، وقال قتل شهيدًا يوم الجسر في فارس.
(٢) انظر ترجمة هذه القبيلة في كتابنا (غزوة أحد).
(٣) قال في مراصد الاطلاع .. مر الظهران، مكان على مرحلة من مكة.

<<  <  ج: ص:  >  >>