لقد كانت معركة بدر - بالإضافة إلى كونها المعركة الفاصلة الأُولى في تاريخ الإسلام - أَول مراحل الكفاح الجدي الدامي الذي خاضه الإِسلام ضد الشرك.
فهي أَول معركة (على الإِطلاق) يتقابل فيها الفريقان ويقذفون في أَتونها بكتائب لم يسبق لهم أَن قذفوا بمثلها منذ ظهرت دعوة الإِسلام ونشبت الخصومة بينه وبين الكفر.
[أسباب المعركة]
لقد تحقق خوف المشركين ووقعت مكة فيما كانت تخشى الوقوع فيه، فقد ظلت المدينة على غاية من التيقظ والتربص تترقب كل حركة من حركات قريش التجارية بين مكة والشام للإِيقاع بها.
وفي أَوائل الخريف من السنة الثانية للهجرة تلقت المدينة من مخابراتها إشارة بأَن أَبا سفيان بن حرب قد خرج من مكة إلى الشام في تجارة كبيرة.
فخف الرسول وخرج من المدينة في مائتي مقاتل لاعتراضها وذلك في غزوة العشيرة، ولكن هذه القافلة تمكنت من الإِفلات إلى الشام، فظل المسلمون يترقبون عودتها.