للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[بداية المحادثات وأول المتكلمين]

وهكذا، وبعد أن تكامل المجلس شرع المجتمعون في المحادثات التمهيدية لإِبرام التحالف العسكري بين هذه النخبة الممتازة من صفوة الأَوس والخزرج وبين النبي - صلى الله عليه وسلم -.

وكان أَول المتكلمين في هذا الاجتماع التاريخي العظيم العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه، فقد وقف خطيبًا في القوم ليشرح لهم (بكل صراحة) خطورة ما هم مقدمون عليه، ويبين لهم (ليستوثق منهم - عظم المسئولية التي ستلقى على كواهلهم نتيجة هذا التحالف العسكري، فقد قال لهم فيما رواه ابن إسحاق.

"يا معشر الخزرج - وكأن العرب إِنما يسمون هذا الحي من الأَنصار .. الخزرج - .. إن محمدًا منا حيث قد علمتهم، وقد منعناه من قومنا، ممن هو على رأْينا فيه (أي من ناحية الاختلاف في الدين) فهو في عز من قومه ومنعة في بلده، وإنه قد أَبى إِلا الانحياز إليكم، واللحوق بكم، فإن كنتم ترون أَنكم وافون له بما دعوتموه إليه، ومانعوه ممن خالفه، فأَنتم وما تحملتم من ذلك، وإن كنتم مسلموه وخاذلوه بعد الخروج به إليكم، فمن الآن فدعوه، فإنه في عز ومنعة من قومه وبلده".

وبعد أَن فرغ العباس من إِلقاءِ بيانه قال له اليثربيون (بلهجة تأكد العباس من صدقها): قد سمعنا ما قلت، ثم التفتوا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قائلين (في عزم وتصميم وشجاعة وإيمان):

فتكلم يا رسول الله، فخذ لنفسك ولربك ما أحببت، وبعد ذلك أَلقي الرسول - صلى الله عليه وسلم - بيانه، ثم تم عقد التحالف بين الفريقين.

<<  <  ج: ص:  >  >>