للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فرجع إليه فسلم عليه ثم قال: أنت آمن. فإن شئت أدخلتك على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وإن شئت فاذهب إلى منزلك. قال: وهل لي سبيل إلى منزلى؟ ألقى فأقتل قبل أن أصل إلى منزلى، أو يدخل على منزلى فأقتل. قال فأنا أبلغ معك منزلك، ثم جعل (أبو ذر) ينادى على بابه: إن حويطبًا آمن فلا يُهجم عليه. ثم انصرف أبو ذر إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأخبره فقال: أو ليس قد آمنا كلّ الناس إلَّا من أمرت بقتله؟ (١) وبهذا زال الخوف عن الزعيم العامري حويطب بن عبد العزى. ولم يعد يخشى القتل. لأن المسلمين تبلغوا من جديد الأمر بعدم التعرض لأحد من قريش بأي سوء (كائنا من كان) ما عدا الذين أمر الرسول - صلى الله عليه وسلم - بإعدامهم، وأكثرهم عاد الرسول فألغى حكم الإعدام الصادر بحقهم فعاشوا جنودًا للإِسلام أبلوا بلاءًا حسنًا في سبيل نصرته مثل عكرمة بن أبي جهل وعبد الله بن سعد بن أبي سرح العامري.

[هل جدد الرسول نكاح الذين أسلموا وزوجاتهم؟]

كان هناك عدد من مشركي قريش (بينهم زعماؤهم) بعضهم أسلم قبل زوجه وبعضهم أسلم بعد إسلام زوجه فكان الإِسلام قد فرق بينهم وبين زوجاتهم. فكيف عادت إليهم زوجاتهم. بعد أن أسلم الجميع بعد كفرهم؟ .

بعض العلماء يقول: إن النبي - صلى الله عليه وسلم - قد أعاد كل زوجة إلى زوجها بعقد جديد. والبعض الآخر يقول: إنه أقرهم على نكاحهم الأول وبدون اللجوء إلى إجراء مراسيم عقد جديد .. وهذا الرأي الأخير هو الأصح.

فقد ثبت أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قد أعاد ابنته زينب إلى زوجها العاص بن الربيع الأموي عندما أسلم دون أن يجدد عقد النكاح. كما أعاد إلى سادات مكة يوم الفتح نساءهم على النكاح السابق المعقود في الجاهلية دون أن يلجأ إلى تجديده.

فقد روى يزيد بن حبيب عن عطاء بن أبي رباح. قال أسلم أبو سفيان


(١) مغازي الواقدي ج ٢ ص ٨٥٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>