للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بعضهم الانهزام.

[خالد وخطة الانسحاب الرائعة]

قام القائد خالد بن الوليد (أثناء الليل) بتبديل كلى في الميمنة والميسرة والقلب من جيشه. فجعل رجال ميمنة الجيش مكان رجال الميسرة. كما جعل رجال الميسرة مكان رجال الميمنة أثناء التعبئة للمواجهة في اليوم السابع. كما استبدل رجال القلب في الصفوف بآخرين. وهدفه من ذلك أن يدخل (عمليا) في نفوس قيادة الرومان الاعتقاد أن جيشا جديدًا وعسكرًا لم يسبق لهم أن اشتركوا في القتال قد جاعوا مددا للمسلمين من المدينة.

[نجاح خطة التضليل أنقذت المسلمين في مؤتة]

هذه هي خطة الإيهام والتضليل التي رسمها ونفذها القائد الفذ المحنك خالد بن الوليد فأنقذ بها جيش الإسلام من فناء يكاد يكون محققًا. (١).

فما كاد يطلع الصباح حتى وجد الرومان أنفسهم أمام جيش جديد فأنكروا من المسلمين ما كانوا يعرفونه طوال أيام القتال الستة.

فقد وجد الرومان (قادة وجنودا) أنفسهم -أثناء تقابل الصفوف في اليوم السابع- أمام قادة وجنود وهيئات ورايات غير القادة والجنود والرايات والهيئات التي كانوا يواجهونها في الصفوف الأولى (ميسرة وميمنة وقلب) أثناء القتال في الأيام الستة الماضية.

وبينما كانت الأسئلة تلح على قادة الجيش الروماني. ما إذا كان هذا الذي يرون يعني أن جيش الإسلام قد تلقى (أثناء الليل) مددا كبيرا من


(١) واذكر أن المارشال روميل القائد الألمانى الشهير قد طبق -في حرب الصحراء الليبية- خطة الإيهام والتضليل التي رسمها ونفذها خالد بن الوليد في (مؤتة) فأنقذ روميل بتطبيق (خطة خالد) مجموعة كبيرة من القوات الألمانية التي كان الجيش الإنكليزى يهددها إما بالسحق وإما بإجبارها على التسليم "اقرأ كتاب عيون التاريخ العالمى ج ٤ الحديث الخاص بمعارك صحراء ليبيا".

<<  <  ج: ص:  >  >>