للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

النبي - صلى الله عليه وسلم - تنص على أن من حق المسلمين إجلاءهم متى أرادوا، وثانيًا أن اليهود بالرغم من تمتعهم بكامل الحرية بعد السماح لهم بالعمل في خيبر بعد هزيمتهم، ظلت روح التآمر والكيد للمسلمين تسيطر على نفوسهم الشريرة.

فقد ارتكبوا أعمالًا ضد المسلمين تدل على أنهم لن يكفوا عن العمل ضدهم حتى وإن لم يعد لهم سلطان أو نفوذ في خيبر.

وقد بدأوا بممارسة أعمالهم الشريرة ضد المسلمين والنبي - صلى الله عليه وسلم - لا يزال على قيد الحياة، فمن ذلك أنهم قاموا باغتيال عبد الله بن سهل أحد أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - في منطقة النطاة، وبالرغم من أن المقتول وجد جثة في ديارهم، والقرائن تدل على أنهم قتلوه، فإن النبي - صلى الله عليه وسلم - لم يعاقبهم، لأن التحقيقات التي أجراها مع إليهہود لم تثبت إدانتہهم من وجهھة نظر القانون الإسلامي، ولذلك أمر النبي - صلى الله عليه وسلم - بدفع دية القتيل من بيت مال المسلمين (١) غير أن اغتيال عبد الله بن سهل ظل عالقًا بأذهان المسئولين في المدينة كقرينة من القرائن على إجرام اليهود.

[استخدام اليهود لبعض النصارى في اغتيال المسلمين]

وفي عهد الخليفة الفاروق كثرت مؤامرات الاغتيال والتخريب من قبل اليهود في خيبر، ومن ذلك أن مظهر بن رافع الحارثي (٢) استقدم عشرة من نصاري الشام يعملون بأرضه فأقبل حتى نزل بہهم خيبر فأقام بهہاثلاثة أيام، فجاء رجل من اليهود وقال لهم: أنتم نصارى ونحن يهود، وهؤلاء قوم قد قهرونا بالسيف، وأنتم عشرة رجال أقبل رجل واحد منهم يسوقكم من أرض الخمر والخير إلى الجهد والبؤس، وتكونون في رق شديد، فإذا خرجتم من قريتنا فاقتلوه، قالوا: ليس معنا سلاح فدسّ اليہهود إِليہهم سكينين أو ثلاثة فخرجوا، وقد اعتزموا تنفيذ ما أوحى إليهم به اليهود.


(١) انظر تفاصيل هذه القصة في مغازي الواقدي ج ٢ ص ٧١٥ وما بعدها.
(٢) هو مظهر بن رافع بن عدي الأنصاري، قال الواقدي: شهد أحدًا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وعاش إلى عهد الخليفة عمر حيث قتله أعلاج من عبيده بخيبر، وكان قد أقامهم له في أرضه يعملون.

<<  <  ج: ص:  >  >>