للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من أهلها، وكان من زعماء بنى النضير الذين نزلوا مع قومهم في خيبر، حيى بن أخطب وسلَّام بن أبي الحُقيَق، وكنانة بن الربيع.

[سيطرة بني النضير على خيبر]

لقد كان يهود بنى النضير من أغنياء اليهود في جزيرة العرب، وكانوا يتحكمون في اقتصاديات منطقة يثرب وما جاورها تحكمًا كاملًا، وكان زعماؤهم - بالإضافة إلى هذا - يمتازون بالدهاء والمكر والحقد العارم على النبي - صلى الله عليه وسلم - خاصة.

ومع هذا لم يكن النبي - صلى الله عليه وسلم - شديدًا في معاملتهم عندما نفاهم من المدينة بعد ضرب الحصار عليهم، فقد سمح لهم بأن ينقلوا معهم كل ما يقدرون على حمله من الأموال، ومن المعروف عن اليهود منذ القدم أن أكثر ما يكنزونه هو الذهب والفضة.

ولهذا فقد أوقر هؤلاء اليهود عشرات الجمال وحملوا معهم كل ما يملكون من ذهب وفضة وهو شيء عظيم، حتى إن أحد زعمائهم (وهو سلَّام بن أبي الحُقيق) حمل معه إلى خيبر خزينة كبيرة (جلد ثور) مملوءة ذهبًا وفضة، وكان يضرب على هذه الخزينة في حنق وغيظ، وهو يقول: (وكأنه يهدد المسلمين بالحرب): هذا الذي أعددناه لرفع الأرض وخفضها (١).

وبنزول يهود بني النضير في خيبر، شعر هؤلاء اليهود بالنشاط والقوة من جديد، لا سيما أن يهود خيبر دانوا لبني النضير بسبب


(١) من مقدمة كتابنا (غزوة الأحزاب).

<<  <  ج: ص:  >  >>