للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فقال: باب هي اليسرى، ثم خرج منها على نخب، حتى نزل سدرة يقال لها: الصادرة قريبًا من مال رجل من ثقيف، فأرسل إليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: إما أن تخرج، وإما أن نخرب عليك حائطك، فأبى أن يخرج فأمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بإخرابه (١).

[بداية حصار الطائف]

ثم واصل الرسول - صلى الله عليه وسلم - التحرك بجيشه نحو الطائف بعد أن بلغه أن ثقيفا قد اعتصموا به، وكانوا محاربين أشداء شديدى التعصب لإِلههم (اللات) التي جاء ذكرها في القرآن الكريم.

وقد عسكر الرسول - صلى الله عليه وسلم - بجيشه تمهيدًا لاقتحام قلاع الطائف في مكان مكشوف غير استراتيجى وقريب من الحصون الثقفية، وكانت ثقيف يجيدون الرمي بالسهام والقذف بالحراب من على الأبراج، فما كان الجيش الإِسلامي يحط أثقاله في معسكره الأول حتى تعرّض لقصف شديد من النبال التي انهالت على الجيش الإِسلامي كأنها الجراد، وقد أصيب من المسلمين (نتيجة هذا القصف) أناس كثير، الأمر الذي حمل الرسول - صلى الله عليه وسلم - على أن يبدل معسكره، حيث عسكر في مكان بحيث يكون جنده في مأمن من سهام العدو.

وكان هذا التحوُّل بمشورة المحارب المجرب الأنصاري الشهير (الحُباب بن المنذر) (٢) صاحب الفكرة يوم بدر والتي بموجبها غير الرسول - صلى الله عليه وسلم - موقعه الأول بعد أن عمل بمشورة (الحباب بن المنذر) فعسكر في أرض استراتيجية منها أدار الرسول - صلى الله عليه وسلم - معركة بدر الكبرى وتم له الانتصار فيها. كما كان كذلك (الحباب بن المنذر) المشير على الرسول - صلى الله عليه وسلم - في حصار اليهود بخيبر، بتغير موقعه الذي كان قد عسكر فيه لمحاصرة اليهود وأصيب من أصحابه بسهام اليهود التي قصفوهم بها من أبراج القلاع، خلق كثير، وكذلك فعل الحباب في حصار الطائف، حين رأى الرسول - صلى الله عليه وسلم - يعسكر في مكان كان من


(١) مغازي الواقدي ج ٣ ص ٩٢٣/ ٩٢٤ وسيرة ابن هشام ج ٤ ص ١١٢ و ١٢٥.
(٢) انظر ترجمة الحباب بن المنذر في كتابًا (غزوة بدر الكبرى).

<<  <  ج: ص:  >  >>