لا يمكنها الاستقرار والبقاء في أرض غير أرضها بين شعب هي غريبة عنه (جنسًا ولغةً ودينًا ولحمًا ودمًا) إلا باستمرار التخاصم والتناحر والتفرق والتعادى بين عناصر هذا الشعب الواحد، والعمل على تصعيد أسباب الخلاف الدامى بين مختلف فئات الشعب الواحد، الذي لو توحَّد وتخلَّت عناصره (ذات القوة الذاتية العظيمة) من مساوئ التخاصم الجاهلى والتنافر القبلى، لما استطاع هؤلاء اليهود الدخلاء، أن يجدوا موطئ قدم في جزيرة العرب، ولا اضطروا إلى العودة من حيث أتوا، وهو ما حدث لهم مرغمين (بالفعل) بعد أن وحَّد بين أمة العرب تحت راية التوحيد .. الأمر الذي لو حَدَث قبل ألفين من السنين، لما استطاع اليهود الدخلاء البقاء في جزيرة العرب طيلة هذه الدة الطويلة الطويلة جدًّا.
[ما أشبه الليلة بالبارحة]
فهل يتقى الله العرب (أو المنتسبون إلى العروبة) الذين هم سبب تفريق كلمة العرب وتصنيفهم إلى صنفين، صنف يجب أن يكون له كل شيء وصنف لا يستحق أي شيء ولا حتى البقاء حيًّا .. هل يتقى الله هؤلاء الذين يكرسون تفرقة العرب وتمزيق وحدتهم تحت شعار الوحدة والتلاقى .. هل يتقى الله هؤلاء فيعودون إلى رشدهم ويدركون الواقع المؤلم فيعملون على تغييره بصدق إخلاص؟ وهو أن الوجود اليهودى الزنيم المستعمر الدخيل في فلسطين، لا يستمد بقاءه من قوته الذاتية أو طائرات الميراج أو حتى الفانتوم أو التكنولوجيا، وإنما يستمد بقاءه البغيض من تمزيق وحدة العرب واختلاف كلمتهم، وكيد بعضهم لبعض.
إن العرب يستحيل أن يتم اجتماع كلمتهم وقيام وحدتهم إلا في ظل راية الإِسلام والإسلام فقط.
[الغنائم في خيبر]
وبعد سقوط القسم الثاني من مدينة خيبر واستسلام حصونها وقلاعها لجيش الإِسلام الظافر، أخذ المسلمون في إحصاء الغنائم، وكانت شيئًا عظيمًا لم يغنم الجيش الإسلامى مثله في أية غزوة من الغزوات التي انتصر