ولقد كان من المتوقع أن تقضي كثرة العدو العديدة المتفوقة - التي أعادت تنظيمها بعد حركة خالد الناجحة - كان من المتوقع أن تقضي هذه الكثرة على القلة من المسلمين المطَّوقين وتسحقهم سحقًا كليًّا.
ولكن الليوث لا تصاد بسهولة.
فالبرغم من المأزق الحرج الذي وقع فيه سواد الجيش الإسلامي، فإنهم أخذوا يقاتلون بضراوة ليشقوا طريقهم نحو قائدهم النبي - صلى الله عليه وسلم -، الذي تأكدوا من سلامته بعد أن سمعوه يناديهم بصوته الكريم من مقر قيادته.
فشقوا طريقهم (ولكن بصعوبة كبيرة) وسط غابات الرماح والسيوف التي أحاطهم المشركون بها من كل جانب بعد نجاح حركة خالد المفاجئة.
ولقد اتصل المسلمون من جديد بنبيهم الذي بقى (مع بعض هيئة أركان حربه) يرقبون مطاردة المسلمين للعدو وتخلصوا من الطوق المضروب عليهم ولكن بعد أن دفعوا الثمن غاليًا.
[كيف انقسم الجيش الإسلامي]
كان المسلمون بعد كشف المشركين عن معسكرهم ونزول الهزيمة بهم، قد انقسموا إلى فرق ثلاث:
١ - الفرقة الأولى وهم الرسول - صلى الله عليه وسلم - وبعض أركان حربه ظلوا في مركز القيادة العامة ولم يشتركوا في المطاردة، ومن بين هؤلاء أبو بكر