بجيش الإِسلام إلى كارثة مدمرة، وهو تنظيم الكمائن، ووضعها في أضيق المضايق والممرات التي سيمر بها الجيش النبوي عند بزوغ الفجر، مما أدى إلى الهزيمة المنكرة التي نزلت بالعسكر الإسلامي في الصدمة الأولى من المعركة، نتيجة انقضاض الكمائن على أرتال المسلمين وبصورة صاعقة مفاجئة، وفي مكان ضيق ووعر.
[أسباب هزيمة المسلمين في البداية]
أ- الغرور والإعجاب:
كان إعجاب المسلمين بكثرتهم والذي تحول لدي بعض عناصر الجيش إلى غرور- السبب الرئيسى في الأهمال والاسترخاء الذي حل لدى كثير من عناصر الجيش محل التنبه واليقظة والحذر مما أدى إلى تمكين العدو من وضع خطة الكمائن وتنفيذها بصورة ناجحة أدت إلى هزيمة المسلمين هزيمة منكرة عند الصدمة الأولى، هذه الهزيمة التي كادت أن تكون كاملة شاملة ساحقة لولا ثبات الرسول - صلى الله عليه وسلم - والقائد الأعلى للجيش في الميدان.
ب- مستوى التعبئة الممتاز الذي كانت عليه قوات هوازن قبل المعركة، فقد رأينا كيف أن ذلك الشاب الألمعى قائد هوازن وملكها، مالك بن عوف رغم غلطه التعبوية القاتلة (استصحاب الجند للأهل والمال معهم) قد لجأ عند تعبئة قواته في حنين إلى عامل نفسي كان له أثره الرعب في نفوس جند المسلمين، وهو أنه أركب النساء في الصفوف الخلفية من جيشه على الجمال، فظهرن وكأنهن جزء من الجيش، حتى بدا جيش هوازن وكأنه مائة ألف لا عشرين ألفًا كما شهد بذلك أحد الصحابة الذين حضروا حنين كما تقدم في هذا البحث.
ج- نجاح قائد هوازن في سبق المسلمين إلى وادي حنين واختياره المرابطة بجيشه في المكان المناسب من هذا الوادي، حتى بدا واضحًا وكأنه أجبر المسلمين على المرور في مضايق وشعاب، لا يفضلون المرور فيها لوعورتها وضيقها وشدة انحدارها، وهذه حقيقة أدلى بها أحد الصحابة وهو يتحدث عن التحرك إلى حنين، فذكر أن جيش الإِسلام -وهو يحاول الدخول إلى وادي حنين-لم يكن يتحرك في سهل منبسط، كما هو الأفضل لجيش أكثره