للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

متلحفًا به وذلك ضحى في فتح مكة.

قالت أم هانئ: فرجعت إليهما فأخبرتهما وقلت لهما: إن شئتما فأقيما، وإن شئتما فارجعا إلى منزليكما قالت: فأقاما عندي يومين في منزلى، ثم انصرف إلى منازلهما قالت: فأتى آت إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله، الحارث بن هشام وابن أبي ربيعة جالسان في ناديهما متفضّلان (١) في الملاء المزعفر. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: لا سبيل إليهما، قد أمنّاهما (٢).

وقد استشكل ابن برهان الدين خبر محاولة على قتل هذين الرجلين لأنَّ الأمان قد أعطى لجميع أهل مكة، ولم يكونا ممن أهدر دمه .. ولكنه أجاب في السيرة الحلبية بأنهما قد يكونان أبديا شيئًا من المقاومة، فقاتلا الجيش فطاردهما على حتى بيت أم هانئ. والله أعلم.

فهل ترك لنا عقيل منزلًا

وعقب وصول الرسول - صلى الله عليه وسلم - إلى الحجون بجيشه، قال له البعض: ألا تنزل منزلك من الشعب؟ وكان عقيل بن أبي طالب (٣) قد باع منزل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ومنزل إخوته من الرجال والنساء بمكة, فقيل لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -: فأنزل بعض بيوت مكة في غير منازلك، فأبى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقال: لا أدخل البيوت. فلم يزل مضطربًا (أي ضاربًا خيامه) بالحجون لم يدخل بيتًا، وكان يأتي (مدة إقامته بمكة) إلى المسجد من


(١) التفضل هنا .. التوشح وهو أن يخالف اللابس بين أطراف ثوبه على عاتقه "لسان العرب ج ١٤ ص ٤١".
(٢) مغازي الواقدي ج ٢ ص ٨٣٠، ٨٣١.
(٣) هو عقيل بن أبي طالب بن عبد المطلب الهاشمي ابن عم النبي - صلى الله عليه وسلم - أخو علي وجعفر كان أكبر منهما سنًّا، ويكنى أبا يزيد. لم يكن عقيل كأخويه من السابقين في الإِسلام بل تأخر إسلامه إلى يوم الفتح حضر بدرا مع المشركين ووقع أسيرا يومها في أيدى المسلمين. كان عقيل عالما بأنساب قريش: ومآثرها ومثاليها. وكان ذكيا سريع الجواب المسكت فارق أخاه عليًّا أثناء الفتنة بعد مقتل عثمان والتحق بمعاوية وحضر معه معركة صفين ومن سرعة جوابه (مع الدعابة) ما روى أن معاوية قال له يوم صفين: أنت معنا يا عقيل. فأجابه على الفور: وقد كنت معكم يوم بدر. مات عقيل في أول خلافة يزيد قبل معركة الحبرة المشئومه.

<<  <  ج: ص:  >  >>