للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

- صلى الله عليه وسلم - عتابا بن أسيد على مكة رزقه كل يوم درهمًا، فقام فخطب بالناس، فقال: أيها الناس أجاع الله كبد من جاع على درهم، فقد رزقنى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - درهمًا كل يوم، فليست لي حاجة إني أحد (١).

وكما عيَّن الرسول - صلى الله عليه وسلم - قبل انصرافه إلى المدينة- عتاب بن أسيد أميرًا على مكة (وهو أول أمير مسلم يتولى شئونها) خلَّف كذلك معاذ بن جبل وأبا موسى الأشعري في مكة يعلَّمان الناس القرآن والفقه في الدين (٢).

وقد قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - للأمير الشاب عتاب بن أسيد يوصيه بأهل مكة: أتدرى على من استعملتك؟ قال: الله ورسوله أعلم، قال: استعملتك على أهل الله، بلّغ عني أربعًا، لا يصلح شرطان في بيع، ولا بيع وسلف، ولا بيع ما لم يضمن، ولا تأكل ربح ما ليس عندك (٣).

[تاريخ وصول الرسول المدينة]

وجاء في كتب السيرة أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - أثناء عودته من مكة إلى المدينة .. قطع المسافة بينهما في تسعة أيام، فقد خرج من مكة يوم الأربعاء في الثامن عشر من ذي القعدة سنة ثمان للهجرة ووصل المدينة يوم الجمعة السابع والعشرين من الشهر نفسه (٤).

[إسلام ثقيف]

الحديث عن ثقيف ذو ارتباط وثيق بالحديث عن معركة حنين الحاسمة.

فقد كانت ثقيف (وقد تقدم في هذا البحث الحديث عن نسبها) تشكل جناحًا من أهم الأجنحة في الجيش الذي خاض معركة حنين ضد المسلمين. لأنها تشكل عدة عشائر، كلها ينتسب إلى هوازن التي قادها مالك بن عوف في حنين ضد النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه.

وباعتبار ثقيف جناحًا من أهم أجنحة الجيش الهوازني الذي خاض ملحمة


(١) البداية والنهاية ج ٤ ص ٣٦٨.
(٢) مغازي الواقدي ج ٣ ص ٩٥٩.
(٣) مغازي الواقدي ج ٣ ص ٩٥٩.
(٤) مغازي الواقدي ج ٣ ص ٩٥٨ - ٩٦٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>