وقد عسكرت قريش هذه القوات الضاربة المشتركة (بصفة رئيسية) في منطقة بلدح (١) الواقعة غربي مكة، كما أَن قريشًا أَخرجت بالفعل النساءَ والأَطفال ليكونوا موجودين في المعسكر الرئيسي في بلدح.
وفيما يختص بقوات الفرسان الي قررات قريش تكليفها باعتراض النبي - صلى الله عليه وسلم - وأَصحابه، فقد تحرَّك خالد بن الوليد بمئتي فارس ورابط بهم في كراع الغميم على الطريق الرئيسي الذي من المفروض أَن يمر به النبي - صلى الله عليه وسلم - وأَصحابه وهم في طريقهم من المدينة إلى مكة .. وكانت لدى القائد خالد أَوامر صارمة مشددَّة بأَن يمنع المسلمين بالقوة من اجتياز الطريق كما هو قرار سادة قريش.
أما فيا يتعلق بجهاز الاستخبارات، فقد أقامته قريش على أدقِّ ما يكون، فقد انتخبت عشرة رجال أَعطت قيادهم للحكم بن عبد مناف فتولَّى تنظيمهم، فوزعَّهم في رؤوس الجبال المطلة على الطريق الرئيسي الذي سيمر به النبي - صلى الله عليه وسلم - وأَصحابه، فكان الأَول ينقل إلى الثاني ما يرى ويسمع من المسلمين، والثاني إلى الثالث حتى يصلي إِلى العاشر فينقله بدوره إلى قيادة قريش العليا في وادي (بلدح).
وهكذا وبواسطة تنظيم هذا الجهاز من الاستخبارات تلقت قيادة قريش في بلدح كل شيء عن تحركات المسلمين أولًا بأَول، فعرفوا كل ما يريدون معرفته عن مدى قوة المسلمين، وما يقولونه ويفعلونه قبل أن يصلوا إلى حدود الحرم.
(١) بلدح (بفتح أوله وسكون ثانية) قال في مراصد الاطلاع: واد قبل مكة من جهة الغرب.