ك انت الدروس الستفادة من الماضي والتي رعاها المسلمون من تجاربهم (عَبر أربع سنوات) مع الأَعراب الوثنيين وكل أَحزاب الكفر من اليهود .. أثبتت أَن العمل العسكري (وخاصة ضد الأَعراب واليهود) هو السبيل الوحيد لتأْمين وسلامة أَمن المنطقة وتهيئة الجو لدعوة التوحيد لتأْخذ طريقها إلى العقول والقلوب بالقدر المطلوب من الحرّية المطلوبة.
ولهذا (كما أَثبتت الأَحداث فيما بعد) قرر النبي القائد - صلى الله عليه وسلم -، مضاعفة النشاط العسكري ضد اليهود وسكان البوادي من الأعراب في نجد والحجاز على السواء.
فقرر اجتثاث سلطان اليهود الزنيم (بقوة السلاح) نهائيًا - في خيبر وبقية المناطق الشمالية، كما قرر القيام بحملات عسكرية تأديبية قويّة ضد الأعراب في نجد والحجاز
[خيبر آخر المطاف]
وكان آخر المطاف في هذا العمل العسكري هو غزوة خيبر التي بها تم للمسلمين تصفية العنصر اليهودي الدخيل في جزيرة العرب تصفية كاملة.
وقبل القيام بالحملة الكبرى لتصفية اليهود في (خيبر) قام النبي - صلى الله عليه وسلم - بعشرين عملية عسكرية كانت علي شكل سرايا يبثها لتأْديب العرب وخضد شوكتهم. . ومنها حملتان وطئ فيهما رجاله من الأَنصار مدينة خيبر، وتمكنوا من الفتك فيها بملكين من ملوكها الواحد تلو الآخر، وهما: سلام بن أَبي الحقيق الملقب (بأَبي رافع) وأَسير بن برزام.