للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[نعيم بن مسعود في المعسكر النبوي]

وعندما أشرق قلبه بنور الإسلام كتم الأمر في نفسه، ثم انسل من معسكر الأحزاب أمام الخندق واتجه على غلس الظلام نحو معسكر الرسول - صلى الله عليه وسلم - حيث يرابط بجنده وراء الخندق.

وهناك تشرف بمقابلة الرسول الأعظم - صلى الله عليه وسلم - في مقر قيادته وأبلغه (سرًّا) أن الله قد هداه للإسلام، وأبلغه أنه يضع نفسه تحت تصرفه وأنه على أتم الاستعداد للقيام بأي عمل يأمره به - صلى الله عليه وسلم -.

فقد قال نعيم بن مسعود .. يا رسول الله إني قد أسلمت وإن قومى لم يعلموا بإسلامى فمرنى بما شئت، وهنا قال له الرسول القائد - صلى الله عليه وسلم - .. أنت رجل واحد فخذِّل عنا إن استطعت، فإن الحرب خدعة (١) وبعد أن أعطى النبي - صلى الله عليه وسلم - نعيمًا مطلق الحرية ليعمل (قدر طاقته) أي شيء من شأنه أن يحدث الفرقة والانقسام والتخذيل داخل صفوف الأحزاب، توجه (فورًا) إلى ديار بني قريظة الذين عقد نقضهم (العهد) الموقف، وضاعف من عوامل الكرب والبلاء على المسلمين.

[داهية الخندق عند بني قريظة]

كان نعيم بن مسعود من الشخصيات المألوفة المعروفة بين بني قريظة وكان نديمًا لهم في الجاهلية وصديقًا، وهو الذي تحدث في الجاهلية في


(١) وجاء في السيرة الحلبية ج ٢ ص ١٠٩ أن نعيم بن مسعود قال: يا رسول الله إني أقول (أي ما يقتضيه الحال) وإن كان خلاف الواقع، قال .. قل ما بدا لك فأنت في حل، فخرج نعيم بن مسعود حتى أتى بني قريظة، وكان لهم نديمًا، قال: فلما رأوني رحبوا بي وعرضوا عليَّ الطعام والشراب، فقلت: إني لم آت لشيء من هذا, إنما جئتكم تخوفًا عليكم لأشير عليكم برأي ثم أورد الكلام الذي أوردناه في صلب هذا الكتاب.

<<  <  ج: ص:  >  >>