قيام الرسول - صلى الله عليه وسلم - لعكرمة فرحًا بإسلامه
وذكر المؤرخون أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - لما أقبل عليه عكرمة بن أبي جهل وثب إليه - وما على النبي - صلى الله عليه وسلم - رداء - فرحًا بعكرمة. ثم جلس رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فوقف بين يديه، وزوجته متنقبة، فقال: يا محمد إن هذه أخبرتنى أنك أمنتنى. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: صدقت، فأنت آمن. فقال عكرمة: فإلى ما تدعو؟ قال: أدعوك إلى أن تشهد أن لا إله إلا الله وأنِّي رسول الله، وأن تقيم الصلاة وتؤتى الزكاة، وعد عليه بقية واجبات الإِسلام. فقال عكرمة: والله ما دعوت إلا إلى الحق وأمر حسن جميل، قد كنت والله فينا قبل أن تدعو إلى ما دعوت إليه وأنت أصدقنا حديثًا وأبرنا برًا. ثم قال عكرمة: أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله.
فسرَّ بذلك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لأن عكرمة سيد من السادات وقائد من القادة الذين وزنهم في المجتمع القرشي، بالإِضافة إلى شجاعته التي استفاد منها الإِسلام كإحدى الطاقات الفعالة في الحرب ضد أعدائه. فقد كانت مواقف عكرمة البطولية إلى جانب الإِسلام في حروب الردة وفي حروب الشام، مواقف لا تنكر.
[عكرمة المهاجر المجاهد]
وبعد أن شهد عكرمة شهادة الحق، قال للنبي - صلى الله عليه وسلم - ثم ماذا؟ قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: تقول أشهد الله وأشهد من حضر أنى مسلم مهاجر مجاهد. فقال عكرمة ذلك. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: لا تسألنى اليوم شيئًا أعطيه أحدًا إلا أعطيتكه، فقال عكرمة: فإني أسألك أن تستغفر لي كل عداوة عاديتكها، أو مسير وضعت فيه، أو مقام لقيتك فيه، أو كلام قلته في وجهك، أو أنت غائب عنه. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: اللهم اغفر له كل عداوة عادانيها وكل مسير سار فيه إلى موضع يريد بذلك المسير