- صلى الله عليه وسلم -، قد أعطاهما عهدًا بالأمان بالرغم من أنهما مشركان ومن القبيلة التي غدر رجالها بالسبعين من الصحابة.
[النبي في ديار بني النضير]
وكما هي عادة النبي - صلى الله عليه وسلم - وسجيته في الوفاء وتنفيذ العهود والمواثيق نصًّا وروحًا لم يترك دم هذين العامريين اللذين قتلا خطأ يذهب هدرًا، فقد قرر حسب أصول المعاهدات في مثل هذه الحالة أن يبعث بديتيهما إلى أهليهما في ديار بنى عامر الذين اشتركوا في الغدر بالسبعين من الصحابة وهم في جوار سيدهم ملاعب الأسنة.
وقد شاء الله (لهذه المناسبة) أن يحضر النبي - صلى الله عليه وسلم - في قلة من أصحابه إلى ديار يهود بني النضير التي تبعد عن المدينة عدة أميال .. جاء إليهم غير مسلح ولا مستعد لحرب، لأن بينه وبينهم معاهدة عدم اعتداء، بل معاهدة دفاع مشترك عن المدينة، لذلك جاء إليهم وهو مطمئن لا يفكر في أنهم سيجرؤون على إيصال أي شر إليه.
وسبب مجيئه إلى ديار بنى النضير هو التحدث إلى هؤلاء اليهود (بحكم المعاهدة التي بينه وبينهم وبحكمهم حلفاء بنى عامر) ليساهموا مع المسلمين في دفع دية ذينك الرجلين العامريين المشركين اللذين قتلهما عمرو بن أمية الضمرى دون علمه بعهدهما.
[فرصة كبيرة؟ ! !]
وكان هؤلاء اليهود (كما قلنا) يتحينون الفرص ويتصيدون الأوقات المناسبة التي تمكنهم من اغتيال النبي - صلى الله عليه وسلم - والتخلص منه شخصيًا دونما