اليمين وعسكر في السبخة من وادي قناة الواقع شمالي المدينة، في مكان يقع بالقرب من جبل عينين الذي سمّي فيما بعد بجبل الرماة.
[المجلس العسكري الأعلى]
وبعد أن تأكد الرسول - صلى الله عليه وسلم - من أن المشركين قد اتخذوا السبخة من وادي قناة معسكرًا لهم، سارع إلى عقد مؤتمر عسكري استشاري أعلى لبحث الموقف، حضره جميع قادة الجيش النبوي وأهل الرأي من أهل المدينة وقد حضر هذا المجلس عبد الله بن أُبَيّ بن سلول (المنافق) بصفته أحد زعماء الخزرج.
وكان عقد هذا المجلس في الرابع عشر من شهر شوال سنة ٣ هـ.
[الاختلاف في الرأي]
وقد دار النقاش في هذا المجلس (بصفة رئيسية) حول المكان الذي يجب أن يلقي فيه المسلمون عدوّهم، وقد كان رأْي النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يتحصن المسلمون بالمدينة، لإِجبار قريش على مهاجمتها، وكان يهدف من اتباع هذه الخطة، إلى أن يتبع المسلمون (في منازلة المشركين) خطة قتال الشوارع، لأن ذلك يمكن المسلمين من إيقاع الخسائر الجسيمة بالمشركين، دون أن يتحمل المسلمون خسائر تذكر، ذلك أن المسلمين سيقاتلون وهم متحصنون في مواقع يجهلها المشركون كل الجهل.
يضاف إلى ذلك أن اتِّباع هذه الخطة، يمكّن النساء من الاشتراك في مقاتلة المشركين بإلقاء الأَحجار الثقيلة عليهم عندما يقتحمون شوارع المدينة.