للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[فرح النبي بقدوم جعفر]

وقد فرح النبي - صلى الله عليه وسلم - بقدوم جعفر فرحًا عظيمًا، حتى إنه روى عنه أنه -عند قدوم جعفر- قام - صلى الله عليه وسلم - والتزم جعفر وقبّل بين عينيه ثم قال: ما أدرى بأيهما أنا أُسرّ بفتح خيبر أم بقدوم جعفر (١).

[فتح فدك، وتيماء، ووادي القرى]

وقد بقيت بعد سقوط خيبر عدة جيوب يهودية في مناطق متفرقة حول خيبر كانت بها قوات تعتزم مقاومة المسلمين ولكنها كانت تنتظر نتائج معركة خيبر، وكان اليهود في هذه الجيوب المبعثرة في نواحى فدك (٢) ووادي القرى وتيماء لا يتوقعون أن تكون الغلبة للمسلمين على يهود خيبر، لأنهم أهل عدد وعدة ومنعة وقوة، ولكن الذي حدث كان مفاجأة ليهود هذه الجيوب الذين سارع بعضهم إلى الاستسلام للمسلمين، وبعضهم دفع الجزية لهم وقاومهم البعض الآخر ولم يستسلم إلا بعد قتال كيهود وادي القرى.

[استسلام يهود فدك]

كان النبي - صلى الله عليه وسلم - عندما أقبل إلى خيبر (وقبل أن يقوم بمهاجمتها) بعث بأحد أصحابه (محيّصة بن مسعود) إلى يهود فدك يعرض عليهم الإسلام ويدعوهم إلى الدخول فيه ليكونوا ضمن الأسرة الإسلامية.

ولكن يهود فدك كان لديهم ما يشبه اليقين، بأن المسلمين سيفشلون في هجومهم على خيبر، ولهذا أظهروا الشيء الكثير من الخبث والمماطلة إزاء دعوة النبي - صلى الله عليه وسلم - إياهم إلى الإسلام، ولم يعطوا رسوله (محيّصة بن مسعود) جوابًا قاطعًا، وكأنهم كانوا ينتظرون ورود أنباء انتصار اليهود على المسلمين فيعلنون الرفض، ولكنهم فوجئوا باستسلام اليهود في حصن ناعم (وهم أقوى يهود خيبر) فانهارت لذلك معنوياتهم (أي أهل فدك)


(١) انظر تفاصيل عودة المهاجرين من الحبشة وأسماءهم في سيرة ابن هشام ج ٢ ص ٣٥٩.
(٢) سبق التعريف بهذه المناطق فيما مضى من هذا الكتاب.

<<  <  ج: ص:  >  >>