مكة مدينة مفتوحة لا يشهر فيها أصحاب محمد سلاحًا، شريطة أن يلقى أهل مكة سلاحهم، ويمتنعوا عن إبداء أية مقاومة للجيش النبوي عندما يدخل مكة، وأن يلتزموا بقرار حظر التجول في المدينة الذي سيكون سارى المفعول منذ وصول أول جندى إسلامي حدود مكة، وذلك بأن يلزم كل إنسان داره ويغلق على نفسه بابه، أو يدخل دار أبي سفيان نفسه أو يعتصم بالمسجد، وتلك هي الوسيلة الوحيدة لنجاة أهل مكة من التعرض لسيوف المسلمين. الذين كانت التعليمات صريحة لديهم بأن يقتلوا كل من يحاول اعتراض سبيلهم، وأن يكفوا (من جهة أخرى) عن قتل أيّ إنسان من أهل مكة لا يعترض سبيلهم.
أبو سفيان يدعو أهل مكة إلى الإِسلام
وقد أخبر أبو سفيان أهل مكة أن التزامهم بهذه القرارات وتنفيذهم لهذه الأوامر، سيكون مقابله أن أرواحهم وأموالهم وكل ممتلكاتهم مضمونة لهم من قبل الجيش النبوي.
كما أن أبا سفيان (وقد رأى بأم عينيه حقيقة القوة الجبارة التي عليها الجيش الإِسلامي) صارح أهل مكة والمتطرفين منهم على وجه الخصوص، بأن أية مقاومة يبديها القرشيون في وجه الجيش الزاحف سيكون مصيرها التلاشى السريع، وأن أسلم طريقة هي عدم التفكير في المقاومة - بل إن أبا سفيان (وقد أصبح مسلمًا) دعا أهل مكة إلى الدخول في الإِسلام ذاته.
[المعارضون لأبي سفيان من قريش]
وقد لقى أبو سفيان بعض المعارضة عندما ألقى بيانه الصريم على الجماهير القرشية حول المسجد، وصارحها بالحقيقة، ودعاها إلى اتباع داعى العقل الراجح لا العاطفة الفوارة. التي لا يقود اتباعها إلَّا إلى الويلات والكوارث.
[هند تدعو جماهير قريش إلى قتل زوجها أبي سفيان]
وكان أشد المعارضين لما قاله وجاء به ودعا إليه سيد قريش أبو سفيان،