للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وضرب النبي - صلى الله عليه وسلم - عليهم الحصار خمس عشرة ليلة فحاربوه، فلما اشتد عليهم الحصار اضطروا إلى التسليم ونزلوا على حكم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - دون قيد أو شرط، وكان الحصار بقيادة (أبي لبابة بشير بن عبد المنذر) وبعضهم يسميه رفاعة بن عبد المنذر (١).

ومن الجدير بالذكر أن الفئات اليهودية الأخرى في المدينة وضواحيها (بالرغم من حرصهم على القضاء على المسلمين) لم يجرأوا على مساندة إخوانهم بني قينقاع الذين وجدوا الجرأة في أنفسهم لمحاربة المسملين.

[رأس النفاق يتوسط]

وكان عبد الله بن أبي بن سلول (١) الخزرجى (رأس المنافقين) حليفًا لبنى قينقاع فلما مكن الله رسوله منهم جاء ابن أبي إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وطلب منه أن يصدر عنهم (بصفتهم حلفائه) عفوًا عامًا وبعد محاولات متكررة من عبد الله بن أبي أصدر الرسول - صلى الله عليه وسلم - عفوًا عامًا عن هؤلاء اليهود، بشرط أن يخرجوا من المدينة ولا يجاوروا المسلمين فيها، فخرجوا وطهر الله المدينة من شرورهم ودسائسهم.

وذكر ابن إسحاق (٢) أن يهود قينقاع لما نزلوا على حكم رسول الله، قام إليه عبد الله بن أبي بن سلول، فقال:

"يا محمد أحسن في موالي - وكانوا حلفاء الخزرج - فأبطأ عليه - صلى الله عليه وسلم - فكرر ابن أبي طلبه، فأعرض عنه فأدخل يده في جيب


(١) تقدمت ترجمته في كتابنا (غزوة بدر).
(٢) سيرة ابن هشام ج ٢ ص ٤٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>