للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[الموقف بعد نقض اليهود العهد]

لقد كان نشاط الأحزاب العسكري -قبل أن تنقض قريظة العهد الذي بينها وبين المسلمين- فاترًا إلى حد ما فلم يكن هناك من عمل عسكرى يذكر سوى الطواف بالخيل للاستكشاف والإزعاج والإرهاب لأن المشركين قد قطعوا الأمل في عبور الخندق بأعداد كبيرة تمكنهم من الالتحام في معركة فاصلة مع جيش المدينة، لأن هذا الجيش قد أصبح بأكمله يقوم بأعمال الدورية وحراسة مشارف الخندق.

ولكن لما تلقت الأحزاب (رسميا) انضمام يهود بنى قريظة إليهم ازداد نشاطهم العسكري وصاروا يضاعفون من جولاتهم وتحفزاتهم الجدية حول الخندق حيث عاد إليهم الأمل في اقتحام مواقع المسلمين وراء الخندق بأعداد كبيرة بسهولة.

ذلك أن انضمام قريظة إليهم سيجبر أكثرية الجيش الإسلامي على ترك مواقعة التي يرابط فيها لحراسة مشارف الخندق، وإذا ما قامت القوات اليهودية -التي ليس بينها وبين المسلمين أي حاجز من خندق أو غيره- بالهجوم على معسكر المسلمين من الخلف كما هو المتفق عليه بين قادة قريش وغطفان وبين اليهود، فسيؤدى ذلك إلى إشغال عدد كبير من قوات المسلمين.

[تدهور الحالة عند المسلمين]

لقد كان موقف القوات الإسلامية منذ وصول جيش الأحزاب -وقبل نقض اليهود العهد- موقفًا حرجًا (دونما شك).

<<  <  ج: ص:  >  >>