للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولما لم يجبه أحد على نداءاته، التفت إلى كبار قادة جيشه من المشركين المحيطين به وقال لهم (في غطرسة مؤكدًا مقتل النبي وصاحبيه) أما هؤلاء فقد كفيتموه.

[أبو سفيان يقابل ابن الخطاب]

ولكن عمر بن الخطاب رضي الله عنه - عند سماع ما قاله أبو سفيان لم يملك نفسه أن قال:

يا عدو الله، إن الذين ذكرتهم أحياء، وقد أبقى الله لك ما يسوؤك (١) فلما سمع أبو سفيان صوت عمر طلب مقابلته وقال .. هلم إلي يا عمر.

ولما علم الرسول برغبة أبي سفيان في مقابلة عمر، قال له (ائته فانظر ما شأنه؟ (٢).

فذهب إليه عمر (بالرغم من حالة الحرب القائمة بينهم) فلما التقيا، قال أبو سفيان، أنشدك الله يا عمر، أقتلنا محمدًا؟ ؟ .

قال عمر: اللهم لا، وإنه ليسمع كلامك الآن.

فقال أبو سفيان لعمر أنت أصدق عندي من ابن قمئة وأبر. وكان ابن قمئة هو الذي زعم للمشركين بأنه قد قتل النبي، وذلك أنه قتل مصعب بن عمير (٣) وكان أشبه برسول الله، وخاصة إذا لبس السلاح.


(١) السيرة الحلبية ج ٢ ص ٣٩.
(٢) البداية والنهاية ج ٤ ص ٣٨.
(٣) تقدمت ترجمته في كتابنا (غزوة بدر الكبرى).

<<  <  ج: ص:  >  >>