مرمى الحجر من المسلمين, بل ذهبوا في سفههم إلى أبعد من ذلك، حيث تسللت عدة وحدات من فرسانهم إلى داخل معسكر المسلمين في الحديبية أثناءَ الظلام, بغية إثارة المسلمين واستدراجهم إلى الحرب التي لم يأتوا لها، ولن يكونوا خاسرين إذا ما خاضوها، ولكنها أوامر النبي الأعظم الذي لا يصدر إلا عن أمر ربه.
تحول المسلمين نحو الحرب، جعل قريشًا تطلب السلم:
وبالرغم من كل هذه الحماقات ظل النبي شعاره هو هو، لم يتغير (الدعوة إلى السلام وحقن الدماء) وظلت قريش من جهة أخرى ممعنة في غرورها وبطرها تهدد بالحرب وتصرّ على منع المسلمين من دخول مكة مھهما كانت النتائج.
غير أنه ظهر على سطح الأحداث (فجأة) حادث، أوجد تغييرًا جذريًّا في موقف المسلمين، جعلهم يتحولون من موقف الصبر والسلم إلى موقف الحرب، وذلك حينما اتخذ النبي - صلى الله عليه وسلم - قرارًا حاسمًا بمحاربة قريش والدخول معها في معركة حاسمة.
الأمر الذي كان له من ناحية أُخرى الأثر الحاسم في تبخير العنجهية من أدمغة سادات مكة واختفاء التصريحات العنترية والمزايدات الكلامية، وجعل سادات مكة يبحثون عن السلم بنفس الرغبة الملحّة التي كانوا بها يسعون إلى الحرب.
وذلك عندما جاءت الفكرة وذهبت السكرة (كما يقول المثل) على أثر القرار الحاسم الذي اتخذه النبي - صلى الله عليه وسلم - وأعلن بموجبه الاستنفار