للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المشركين (واسمه ابن قمئة) التقى بمصعب بن عمير العبدري (١) حامل لواء المسلمين فقتله، وكانت طلعة مصعب شبيهة بطلعة النبي - صلى الله عليه وسلم -، وخاصة إذا لبس السلاح، فظن الفارس المشرك أنه قد قتل الرسول - صلى الله عليه وسلم - فصاح: "لقد قتلت محمدًا، فشاع هذا الخبر الكاذب بين المقاتلين.

فوقع (لهذه الإشاعة) مزيد من الذعر والارتباك في صفوف المسلمين المطوقة.

[تفكير بعض المسلمين بالاستسلام]

فقد صار بعض المسلمين حائرين لا يدرون ماذا يصنعون، وتوقف آخرون عن القتال وألقوا بأسلحتهم، وفكر فريق في الاتصال بعبد الله بن أبي في المدينة، ليعرض استسلامهم على القائد العام للمشركين أبي سفيان، ويأخذ لهم الأمان منه، ظنًّا منهم أن محمدًا - صلى الله عليه وسلم - قد قتل.

فقد قال قائل هؤلاء: ليت لنا رسولًا إلى عبد الله بن أبي فيأخذ لنا أمنة من أبي سفيان، يا قوم إن محمدًا قد قتل، فارجعوا إلى قومكم قبل أن يأتوكم فيقتلوكم" (٢).

[إن رب محمد لم يقتل]

وبينما هم حائرون هكذا، إذ أقبل إليهم أنس بن النضر (٣) الخزرجي، فلما رآهم قد ألقوا السلاح قال لهم: ما لكم قد ألقيتم بأيديكم هكذا? ? أو كما قال.


(١) تقدمت ترجمته في كتبانا (غزوة بدر الكبرى).
(٢) البداية والنهاية ج ٤ ص ٢٣.
(٣) تقدمت ترجمته فيما مضى من هذا الكتاب.

<<  <  ج: ص:  >  >>