للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يساقون أسرى تحت حراسة رماح قوات الجيش النبوى المنتصر، قد شدت أيديهم إلى الوراء، يعلوهم ذل الهزيمة ومهانة الانكسار، يتعثرون في خطاهم وكأنهم لا يبصرون.

فتحطمت آمال اليهود وانهارت أحلامهم وانقلبت أفراحهم أتراحًا حيث كانوا يتمنون بل يتوقعون سحق المسلمين في هذ المعركة التي كان انتصارهم فيها على قريش، ليس بداية تسلمهم مقاليد الأمور في يثرب فحسب، بل في جزيرة العرب بأكملها بل في العالم كله الأمر الذي أطار صواب اليهود وجعلهم يتوقعون نهاية أمرهم ويلجأون لذلك إلى أسلوب جديد في محاربة الإسلام.

[اليهود ينقلون المعركة إلى صعيد أوسع]

فبدلًا من أن يعود اليهود إلى صوابهم أمام ذلك النصر الساحق الذي حققته الدعوة الإسلامية في المجالين الحربى والعقائدى، تلك الدعوة التي تمكن حامل لوائها بصدق لهجته وصفاء نفسه ودماثة خلقه وشرف مقصده وحلمه الواسع أن يضم تحت جناحى هذه الدعوة الحانيين كل سكان يثرب دون أن يضطر إلى إراقة قطرة دم واحدة .. نعم بدلًا من أن يعود اليهود إلى صوابهم ويستجيبوا لداعى الحق الذي يهتف بهم في أعماق نفوسهم، فإنهم ازدادوا عنادًا ومكابرة وارتفعت درجة اشتعال الحقد والحسد والبغض في نفوسهم للإسلام وحامل لواء دعوته.

وتمشيًا مع هذا الارتفاع الذي أعمى اليهود، فكروا في نقل المعركة

<<  <  ج: ص:  >  >>