ولم نترك وراءنا ثقلًا، حتى يحكم الله بيننا وبين محمد، فإن نهلك ولم نترك وراءنا نسلًا نخشى عليه، وإن نظهر فلعمرى لنجد النساء والأبناء.
فرفض بنو قريظة (أيضًا هذا الاقتراح الجرئ) قائلين لسيدهم كعب بن أسد: -في رعب وقلق وجزع- نقتل هؤلاء المساكين؟ .. فما خير العيش بعدهم.
فطلب منهم كعب، تنفيذ الإقتراح الثالث والأخير، وهو أخذ المسلمين على حين غرة بالهجوم عليهم ليلة السبت، قائلًا: فإذا أبيتم على هذه (أيضًا) فإن الليلة ليلة السبت، وإنه عسى أن يكون محمد وأصحابه قد أمنونا فيها فأنزل لعلنا نصيب منهم غرة.
فرفضوا هذا الاقتراح أيضًا قائلين: تفسد سبتنا علينا ونحدث فيه ما لم يحدث من كان قبلنا إلا من قد علمت، ما لم يخف عليك من المسخ.
وهنا يئس سيد بني قريظة من قومه ونفض يده منهم، فختم حديثه قائلًا: ما بات منكم رجل منذ ولدته أمة ليلة واحدة من الدهر حازمًا (١).
[اليهود يطلبون المفاوضة]
وعندما بلغ الحصار ذروته قام زعماء بني قريظة بعدة محاولات