للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقادتها) تحيط بمنزل الرسول الأَعظم - صلى الله عليه وسلم - في انتظار الصباح للفتك به (١) - تنفيذًا للقرار الذي اتخذه برلمان قريش - كان محمد - صلى الله عليه وسلم - وصاحبه الصديق يغادران منزل الأَخير من باب خلفى ليخرجا من مكة على عجل، وقبل أَن يطلع الفجر.

[الاختفاء في الغار]

ولما كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يعلم أَن قريشًا ستجدُّ في طلبه بمجرد علمها باختفائه من مكة، ولما كان يعلم (كذلك) أَن الطريق الذي ستتجه إليه الأَنظار (لأَول وهلة) ليكون تحت مراقبة المطاردين، هو طريق المدينة الرئيسي والمتجه شمالًا، فقد سلك طريقًا، من المستبعد أَن تفكر قريش في مراقبته (وخاصة في المرحلة الأُولى من البحث) وهو الطريق الواقع جنوب مكة والمتجه نحو اليمن.

وقد نجح النبي - صلى الله عليه وسلم - في التعمية على كفار مكة، حيث تمكن من قطع مسافة كبيرة خارج مكة دون أَن يعرف أَحد من أَعدائه إلى أين اتجه.

ومع نجاح هذه الخطة في مرحلتها الأُولى فإن النبي - صلى الله عليه وسلم - قد أَدخل في حسابه إمكان تطور عملية البحث والمطاردة واتساع نطاقها بحيث تشمل المنطقة إلى سلكها في هجرته فتصبح تحت المراقبة.

ولهذا قرر النبي - صلى الله عليه وسلم - صبيحة تلك الليلة التاريخية التوقف (مؤقتًا) عن مواصلة السير حتى يسكن الناس وتهدأَ ثائرة زعماءِ مكة، واتفق


(١) ذكرنا فيما مضي أن قريشا أخرت ميعاد الفتك بالنبي حتى الصباح على أَثر صياح المرأَة من داخل المنزل عندما رأَت كفار مكة مهمون بتسور المنزل.

<<  <  ج: ص:  >  >>